يطل على المسلمين في بقاع الأرض عيد الأضحى المبارك يوم الثلاثاء القادم الموافق العاشر من ذى الحجة عام ١٤٤٢ه، وهي ذكرى عظيمة تحمل دلالات التضحية والايثار التي تطهر سخائم النفوس من الانانية وحب الذات والتكبر والتوجة إلى عالم التسامح والتكافل والنظر بعين التعقل والعطف إلى الفئات المستضعفة والفقيرة من المجتمع فالفداء قيمة اسلامية وانسانية ومجتمعية بروح المساواة والتاخي والإيمان بالعدالة والتطهر من كبرياء النفوس فقد ضرب هذا المثل العظيم سيدنا ابراهيم عليه السلام عندما أمره الله سبحانه وتعالى بذبح ابنه النبي اسماعيل فقد كانت ملحمة الإيمان الحق والصبر الكبير من النبي إسماعيل عليه السلام الذي قال لابيه سيدنا إبراهيم افعل ماامرك الله به وإنشاء الله سوف تجدني من الصابرين.
كان الامتحان بليغا ورائعا تتجلى فيه الارادة الربانية الخالدة ثم ظهرت ماوراء الحكمة الالهية الجبارة بانتصار قيمة الصبر والجلد، حيث جسد الاسلام ذلك الموقف البليغ بالاية الكريمة وفديناه بذبح عظيم.
عيدالاضحي ليس مناسبة قوامه اكل اللحوم والتمتع بالتلاقي بين الاسر والجيران فالمعاني والدلالات تتعالى على هذه المفاهيم الاجتماعية إلى مصاف اللطافة فالعبرة عميقة في الاكسير الايماني المعتق باهداب النقاء الوجداني الذي يخاصم الكثافة والغلاظة فالاضحي فداء يدق في ملكوت السماء الزاخر بسر الكون وفصائله المليئة بالروحانيات التي تسوق الإنسانية إلى ماوراء حجب خلافة الأرض التي يعمرها الإنسان من خلال التبصر الفياض والتاخي الصادق بعيدا عن شهوة البطن وعشق التخمة والطعام.
هذا العيد يمر على أحوال المسلمين التي تحتاج إلى التبحر من فيض معانيه ودلالاته العظيمة الكبيرةفالعالم الإسلامي اليوم أخفق في التوحد والتعاضد فماله لوتدبر معاني وملهمات الفداء والتضحية وانعكاساتها الإيجابية والتواقة نحو إصلاح المجتمع الإسلامي العريض إلى افق الإيمان الصحيح والترابط الثر الذي يغذي اللحمة الإسلامية بالمحبة والرفعة.
يا لها من ذكرى كريمة وهادفة تبث النور والهدى والحكمة في دياجير المسلمين في كل مكان وزمان.
عيد الفداء هذا العام نتمنى أن لايمر علينا مرور الكرام ماحوج المسلمين إلى ترجمة نفائسه ومداركه وقوة الصبر والمنعة من ذلك النبي صاحب العزم الذي جعل السماء ترسل الفداء الجميل بذبح عظيم!!

التعليقات